صحة و جمالمجتمع

المكياج بين اللمسة الأمازيغية والابتكار المعاصر؛ حوار مع خبيرة التجميل نورية بنمسعود من أكادير

في عالم الجمال، لا يقتصر الحديث عن المكياج على تقنيات وأدوات فحسب، بل يمتد ليشمل الهوية والثقافة والذوق الفني.
وفي هذا السياق، استضفنا خبيرة التجميل نورية بنسمعود من مدينة أكادير، عرفت بإبداعها وشغفها وحرصها على المزج بين اللمسة التقليدية الأمازيغية وأساليب المكياج الحديثة، من خلال هذا الحوار، نغوص في تفاصيل الجمال المحلي ونتعرف على رؤية متجددة للجمال الأنثوي بين سوس والصحراء، مرورا بتقنيات عالمية كالمكياج الإيراني.

خبيرة التجميل نورية بنمسعود

ما الذي جذبك إلى مجال التجميل؟ هل كان مجرد شغف أم اختيار مهني منذ البداية؟
التجميل لم يكن مجرد شغف بالنسبة لي، بل كان حلما كبيرا سعيت لتحقيقه بكل إصرار، رغم أن الطريق كان صعبا وتطلب مني مجهودا كبيرا، إلا أنني تمكنت بفضل الله من دخول هذا المجال، وتطوير ذاتي، وإدخال تقنيات جديدة جعلتني أتجاوز الممارسات التقليدية التي كنت أمارسها سابقا.

بما أننا في جهة سوس ماسة، هل يمكنك الحديث عن خصوصيات المكياج والزينة التقليدية عند المرأة الأمازيغية؟
المرأة الأمازيغية لا تحتاج إلى مكياج كثير، فالحلي وحده يمنحها حضورا قويا وجماليا لافتا. ومع ذلك، تظل بعض اللمسات ضرورية.
ما يميز المكياج الأمازيغي هو ضرورة تنسيقه مع القفطان، الذي غالبا ما يحتوي على ألوان متداخلة، لذلك يجب أن يكون المكياج متوازنا، لا مبالغا فيه ولا باهتا، ليظهر المرأة الأمازيغية في أبهى حلة، وبهوية واضحة.

المرأة السوسية كانت تعتمد على مواد طبيعية مثل الحناء، الكحل، والزيوت…هل ما زالت هذه العادات حاضرة؟ وهل يمكن مزجها مع مستحضرات اليوم؟
نعم، يمكن المزج بين هذه المكونات التقليدية والمستحضرات الحديثة، لكن ليس بنفس الطريقة القديمة، المكياج الذي كنا نستخدمه في سنوات التسعينات ليس هو نفسه اليوم، مثلا كانت العروس تستعمل الآيلاينر بحجم كبير أو العكر الفاسي، أما الآن فأصبح بالإمكان تعويضهما بمنتجات جديدة مثل البلاش أو الآيلاينر الخفيف. لكن المهم أن نعرف أن هذه المستحضرات الحديثة مستوحاة من تلك المواد الطبيعية القديمة.

في الفترة الأخيرة كثر الحديث عن الكونتور الإيراني، ما هي مميزات هذه التقنية؟ وما الفرق بينها وبين أنماط الكونتور الأخرى؟
الكونتور الإيراني تقنية أدخلتها إلى المغرب، وكنت من أوائل من قدمها في مدينة أكادير من خلال ورشة ماستر كلاس حضرها عدد كبير من المهتمين، ما يميز هذه التقنية أنها تعطي نتائج قريبة من عمليات التجميل دون اللجوء إلى البوتوكس أو الفيلر، تعتمد على خمس طبقات مختلفة، كل واحدة تؤدي وظيفة معينة في إبراز الملامح وتحديدها بطريقة طبيعية ومتقنة، إنها تقنية تعيد تشكيل ملامح الوجه دون تدخل جراحي.

ماذا عن المرأة الصحراوية؟ كيف ترين خصوصيات جمالها؟ وما الذي يميز مكياجها؟
المرأة الصحراوية تهتم بأناقتها بشكل لافت، هي سيدة تعرف كيف تبرز جمالها، وتعتمد على المكياج الثقيل نسبيا، خصوصا في تحديد العيون واستخدام احمر الشفاه بدرجة اغمق، لا تفضل غالبا المكياج الخفيف أو النيود، لأنه لا ينسجم مع طبيعة اللباس الصحراوي وهويته البصرية، هن نساء جميلات بطبيعتهن، يهتمن بجمالهن بشكل يومي، ويحرصن على الظهور في أبهى صورة.

ما هي النصيحة التي تقدمينها لكل فتاة أو سيدة تهتم بجمالها؟
رسالتي لكل امرأة هي أن الجمال يبدأ من الداخل، المكياج لا يمكن أن يدوم، لكنه وسيلة لتعزيز الثقة بالنفس، أما جمال الروح فهو الذي يبقى ويمنح للوجه نضارته الحقيقية.
على كل سيدة أن تحب ذاتها كما هي، وأن تعتني ببشرتها ونفسيتها في الوقت نفسه، العناية اليومية، واختيار المستحضرات المناسبة والاهتمام بالبشرة كلها أمور أساسية لصحة الجمال واستمراره.

خديجة ايت اكرما (صحفية متدربة)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى