
يبدو أن فقدان نادي حسنية أكادير تتويجه بكأس العرش للمرة الثالثة في تارخه، جعل الكثير من التساؤلات تطارد اللاعبين والمسيرين، وتجعل كل محلل لما وقع يتهم تلكؤ هذا الطرف من ذاك على المستوى التقني والتاكتيكي والفني داخل رقعة الملعب طيلة 96 دقيقة، في مباراة الاثنين 18 نونبر الجاري، والتي توج فيها الاتحاد البيضاوي بلقب الكأس.
وإذا كان الجميع يؤكد على أن الروح الرياضية يجب أن تسمو فوق كل اعتبار على اتهام هذا أو ذاك بالتقصير في الأداء الفني، كان سببا في النتيجة وحصاد ما حصل، فإن “الصراع التقني” السياسي تفجر إلى العلن منذ مباراة نصف النهائي بين نادي حسنية أكادير والمغرب التطواني، وخلالها حضر عزيز أخنوش وزير الفلاحة والصيد البحري ، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، ابن تافروات وأحد الأذرع المالية المساندة لغزالة سوس، بعدما راج تأمينه لنحو 50 حافلة لنقل مشجعي النادي السوسي إلى مراكش آنذاك، والتي لاقت استهجانا وردود فعل متباينة بين مناصر ومناوئ.
رد فعل غريمه في التحالف الحكومي والجهوي والجماعي، وفي الدعم المالي لنادي حسنية أكادير المجلس الجماعي لأكادير كان مدروسا، حيث طار رئيس جماعة أكادير البرلماني صالح المالوكي ونائبه محمد باكيري ( وكلاهما في حزب العدالة والتنمية) إلى وجدة لحضور مباراة النهائي، وقبله أثير جدل حول نصب شاشة في فضاء عمومي (اختير له ملعب الانبعاث لاحقا) لمتابعة مباراة النهائي، وهي نفس الخطوة التي أقدم عليها رئيس جماعة الدشيرة الجهادية المنتسب لنفس التنظيم الاسلامي بنصب شاشة في ساحة الحفلات بالدشيرة لنفس الغاية، وبعدها المجلس الاقليمي لتزنيت الذي سيره الأحرار بتنسيق مع جماعة تيزنيت (التي يسيرها البيجيدي) في قاعة أناروز للرياضات بالمدينة.
شظايا الصراع على المواقع والواجهات، تفجر مع اقتراب انطلاق مباراة النهائي، حيث “جيش” أتباع أخنوش تنظيماتهم السياسية وفي مواقع بجماعات ترابية بحافلات لنقل الجماهير السوسية ومنحهم تذاكر مجانية، مما حدا بأتباع البيجيدي إلى الرد على هذا “التحكم”، كما يصفه إخوان البيجيدي، للرهان على تجمعات “الشاشات العمومية”، وزيارة رئيس جماعة أكادير ونائبه مقر إقامة طاقم نادي حسنية أكادير، على أن اعتبار أنهم (الجماعة الترابية) يضخون دعما ماليا محترما في خزينة النادي السوسي.

حضور مباراة نهائي كأس العرش لم (جمع) سياسيين موالين للأحرار ، وعلى رأسهم إبراهيم حافيدي المسشق الإقليمي لحزب “الحمامة” بأكادير إداوتنان ورئيس مجلس جهة سوس ماسة وعدد من أنصاره نقلوا في طائرات، إلى جانب إخوان “المصباح”، ومنهم نائب رئيس المجلس الجهوي عبد الله أوباري المتحالف مع الأحرار في مجلس جهة سوس ماسة، إلى جانب سياسيين آخرين (ممن نحتفظ بذكر أسماءهم وصفاتهم)، وبعض ممن يغتنمون مثل هاته الفرص للتنقل مجانا من أجل ترضيات ومصالح.
أحد هم، علق على نتيجة مباراة النهائي قائلا: ” دار الله خير، ولو حصدت الغزالة السوسية الكأس لنسبها أنصار كل طرف سياسي إلى نفسه، ولتحولت الحسنية إلى وقود للصراع من من يدعم أكثر، و من يملك الأصل التجاري”.
رجاء ابتعدوا يا أهل السياسة قليلا عن الرياضة، فالسياسة في هاته الرقعة الجغرافية حولتها لقبح ونعرات وصراعات مقيتة.. ونصر الله كرة القدم الشعبية وأهلها بنبل رسالة الرياضة ومغازيها…
فهل أفسدت السياسة وأهلها على طاقم نادي حسنية أكادير ولاعبيها التركيز والتحكم في المباراة..؟؟.