
ظهر الألتراس في العالم بصفة رسمية في الدوري البرازيلي في أربعينيات القرن الماضي. يطلق عليهم اللاعب رقم 12 في لعبة كرة القدم، وذلك بقدرتهم على التأثير في مجرى المباريات، وبمتابعتهم لفرقهم حيث ذهبت، وبتشجيعهم المستمر طوال فترة اللقاء، أما عن معنى كلمة ألتراس “Ultras” فهي كلمة لاتينية ومعناها المتطرفون في الحب.
ويقوم مبدأ الألتراس على تشجيع الفريق 90 دقيقة متواصلة، من خلال شعارات وتيفوات (الدخلات) وأعلام ولافتات.
بدأت ظاهرة الألتراس في الدول العربية من خلال دول المغرب العربي، بداية من نادي الإفريقي التونسي، الذي شهد تأسيس أول ألتراس تحت مسمى “,”الأفريكان وينرز“,” في عام 1995، ثم انتقل الأمر إلى باقي الأندية التونسية، مثل نادي الترجّي التونسي الذي يضم ثلاث مجموعات ألتراس، هي: “,”المكشخين – السوبراس- والبلود آند جولدي“,”، وانتقلت الفكرة بعد ذلك إلى المغرب، حيث يضم أكثر من 50 مجموعة ألتراس تتقدمهم مجموعة “,”الوينرز“,” التي تشجع فريق الوداد البيضاوي، و“,”الغرين بويز“,” التي تشجع فريق الرجاء البيضاوي و « إلترا عسكري » التي تشجع الجيش الملكي
المبادئ الأساسية الأربعة للألتراس:
بصفة عامة، تشترك مجموعات الألتراس حول العالم في أربعة مبادئ رئيسية، على أساسها يتم الحكم على المجموعة إن كانت ألتراس حقيقية من عدمه، وهي:
1. عدم التوقف عن التشجيع والغناء طوال المباراة أيًّا كانت النتيجة
فللألتراس أسلوب فريد في التشجيع، يتشكل حسب شخصية النادي وثقافة البلد. ففي الأرجنتين والبرازيل ينتشر استخدام أعداد كبيرة من الطبول وآلات الإيقاع، التي تعزف ألحانًا أقرب إلى أغاني السامبا التي تشتهر بها أمريكا اللاتينية.
أما في أوروبا كما في المغرب، فتعتمد مجموعات الألتراس على الأداء القوي للأغاني تتخلله حركات مميزة لإرهاب الخصوم. ويقود التشجيع عادة قائد تشجيع “,” كابو“,” ( Capo )، والذي يكون مسؤولاً عن اختيار الأغاني والهتافات وتوقيتها وحركات الأيدي والتشكيلات، وعادة ما يخصص بالملاعب مكان مرتفع للكابو؛ ليتمكن المشجعون من متابعته والالتزام بتعليماته أثناء سير المباراة.
2 . عدم الجلوس أثناء المباريات نهائيًّا
فالألتراس لا يحضرون مباريات فريقهم بغرض المتابعة والمتعة؛ فهما من أفعال المشجعين العاديين، وإنما يحضرون بهدف واحد، هو التشجيع والمؤازرة المتواصلة حتى صافرة نهاية المباراة.
3. حضور جميع المباريات الداخلية والخارجية
أيًّا كانت التكلفة والمسافة ؛ تقوم مجموعات الألتراس بتنظيم وحشد الجماهير لحضور المباريات خارج مدينة الفريق مستخدمة أرخص وسائل النقل، وتقوم أيضًا بعمل موكب أو مسيرة ( Cortege ) تضم أفراد المجموعة في المدينة التي يلعب بها فريقهم؛ لتظهر لوسائل الإعلام أن لفريقهم مشجعين أقوياء يسافرون خلف فريقهم في أي مكان وأيًّا كانت التكلفة.
4. الولاء والانتماء لمكان الجلوس في الملعب
تختار مجموعات الألتراس منطقة مميزة داخل المدرجات يبتعد عنها المشجعون العاديون وتنخفض فيها أسعار التذاكر، وتسمى المنطقة العمياء، أو الكورفا ( Curva ) بالإيطالية. وتكون تلك المنطقة مكانًا خاصًّا للتشجيع والمؤازرة، وتعليق “,”اللوجو“,” الذي يحمل اسم وشعار المجموعة، وكذلك يحمل “,”شرف“,” المجموعة نفسها.
عقلية الألتراس:
تستخدم مجموعات “,”الألتراس“,” مصطلحات خاصة بها لا يفهمها إلا أعضاء الألتراس، من بينها مصطلح “,”الباش“,” ( Batch ) ، أي “,”اللوجو“,” الخاص بالألتراس، وهو عبارة عن لافتة كبيرة يصل طولها إلى 10 أمتار أحيانًا، تحمل شعار المجموعة وألوان الفريق. ويتم اختيار الشعار بعناية من قبل الأعضاء، ويعلق بالمدرجات للتعريف بهم. وهناك مصطلح “,”التيفو“,” ( Tifo ) ، وهي كلمة إيطالية تعني “,”المشجع“,”، وهي عبارة عن دخلة تقوم بها مجموعة الألتراس لتعبر عن رأي أو فكر، وغالبًا تكون في بداية المباراة.
وهناك مصطلح “,”روح الألتراس “,” ( Ultras Spirit ) ؛ حيث تعتقد مجموعات الألتراس حول العالم في وجود ما يسمى بروح الألتراس، وهي روح يولد بها أعضاء الألتراس، ولا يكتسبونها مهما حدث، و تطلق مجموعات الألتراس على نفسها “,”خط الدفاع الأخير“,”، الذي يدافع عن كرامة واسم النادي الذي ينتمون إليه، ويحملون على عاتقهم الحفاظ على الصورة المشرفة لجماهير ذلك النادي الذي عشقوه وترجموا هذا العشق بأفعال يشهد الجميع بها.
ولا يوجد للألتراس رئيس، بل يتكون من مجموعة من المؤسسين، الذين سرعان ما يتراجع دورهم بعد أن تصبح المجموعة قادرة على الوقوف على أرض صلبة. ويدير العمل داخل الألتراس مجموعات عمل صغيرة ( Top Boys )، تختص كل منها بتنظيم أنشطة المجموعة؛ من تصميم وتنفيذ اللوحات الفنية، وقيادة التشجيع داخل المدرجات، وتنظيم الرحلات، والإشراف على مصادر تمويل المجموعة.
مجموعات الألتراس تعتمد على التمويل الذاتي، ولا يجوز بأي حال من الأحوال أن تقبل الألتراس أي إعانة من أي مصدر، والتمويل الذاتي يتم من خلال بيع منتجات الألتراس: مثل الـ“,” تي شيرت “,”، والإيشاربات ، والقبعات … إلخ، زيادة على مداخيل الانخراط في الألتراس .
عملية الانخراط في الألتراس تتم عادة مرة في السنة؛ حيث يؤدي المنخرط واجب الانخراط الذي يتم تحديد قيمته من طرف المجموعة، ويحصل المنخرط على بطاقة أو ما شابه كدليل على الانخراط.
الباش الرسمي وباش الترحال:
· الباش الرسمي ، لا يخرج من المدينة التي يوجد بها الفريق الذي تسانده الألتراس، ويتم تعليقه فقط في الملعب الخاص بالفريق، وعملية إدخال وإخراج الباش الرسمي تتم بمنتهى الحذر، وغالبًا ما يتم إدخاله عن طريق عدة أشخاص من الذين يُعتبرون من ذوي المكانة الخاصة في المجموعة. ولا يعرف بالضبط من يحمله ومن يخرجه من الملعب، ويرجع السبب في ذلك للحفاظ عليه من السرقة؛ لأنه في قانون الألتراس المجموعة التي تتم سرقة باشها الرسمي تعلن حلها (إفلاسها)، ويتحول أعضاؤها إلى مجرد مشجعين عاديين .
· باش الترحال، ويرافق المجموعة في ترحالها داخل أو خارج أرض الوطن، ولا يقل أهمية عن الباش الرسمي .
إن المنخرط في مجموعة الألتراس يجب عليه احترام مبادئ وقوانين الألتراس والحفاظ على منتجات المجموعة التي اقتناها بكل حذر؛ لأن أعضاء المجموعات الأخرى يتربصون بها. وعندما تتم سرقة منتج مجموعة ألتراس من طرف أعضاء مجموعة أخرى فإنه يتم تصويره مقلوبًا رأسًا على عقب، ويتم نشر الصورة على الإنترنت لما فيها من مذلة وسخرية.
تجدر الإشارة إلى أن سرقة المنتجات شيء جائز ومتفق عليه في قوانين الألتراس، بشرط عدم استخدام أسلحة أيًّا كان نوعها .
الكورطيج:
الكورطيج، تُرجمت حرفيًّا من الكلمة الفرنسية وتعني الموكب، وهو أن تقوم مجموعة ألتراس بترحال غفير إلى مدينة أو دولة أخرى، تم يقمون بموكب غالبًا من المحطات الطرقية أو محطات القطار نحو الملعب، وذلك بحمل الرايات، وترديد الهتافات والأغاني، مع إخراج باش الترحال في الشارع، في استفزاز واضح لألتراس المدينة المضيفة. و للكورطيج أيضًا قوانين، منها أن تقوم الألتراس التي تريد القيام بكورطيج أن تُعلن ذلك عدة أيام قبل المباراة في جميع وسائل الإعلام، حيث يتم تحديد المكان وموعد انطلاق الموكب بدقه. ومن يخالف ذلك يُعتبر جبانًا ويُنعت بالخائف.