
حينما لجأت الدولة إلى تحرير قطاع السمعي البصري ، إستبشر الناس خيرا على آعتبار أن هذه الخطوة تعتبر لبنة أساسية في دمقرطة البلاد و تكاثرت الإذاعات و القنوات التلفزية و تعددت الجرائد بل وصلت إلى عدد غير مسبوق و أمام فورة الأنترنيت و وسائط التواصل الإجتماعي لم تستطع الدولة وقف زحف الإذاعات الالكترونية.
هذا الكم الهائل من وسائل الإعلام رافقته الهيئة العليا السمعي البصري (الهاكا) لتضبط إيقاعاته و تنظمه قانونيا.
مدت الميكروفونات للمنشطين و المواطنين على حد سواء فكثر الكلام و كثرت البرامج حتى أصبح هناك تضخم و السؤال الذي يطرح نفسه بحدة هنا هو : هل فعلا هذا المد الإعلامي أعطى قيمة مضافة و ساهم بدفع المشهد الإعلامي للأمام؟
من الواضح أن السمة الأساسية لأغلب وسائل الإعلام هي الضحالة و الهزالة سواء على مستوى الشكل أو المضمون بل أكثر من ذالك ساهمت بعض المنابر الإعلامية سواء من حيث تدري أو لا تدري في تضبيع الشعب ببرنامج تافهة و قضايا بعيدة كل البعد عن هم المواطن فتارة تحشر نفسها في الحياة الخاصة للمواطنين دون حياء و أخرى إذا لم يكن هناك خبر تخلقه و تضخمه و تضيف له جميع التوابل لتجعل المتتبع يلهث وراءه، الممثل فلان تزوج، و الممثلة فلانة تطلقت.، و المغنية فلانة تشاجرت مع عشيقة زوجها وووو…. أكيد أن هذه المنابر تخدم أجندات لإبقاء الشعب ملهيا حتى لا يدافع عن حقوقه إضافة إلى هذا، لقد نسي هؤلاء أن الصحافة مهنة نبيلة و عظيمة مهمتها توعية و تثقيف و تسلية الناس تسلية هادفة.
إذ تبنى الحضارات بوعي الناس و الوعي يمر عبر التربية و المدرسة و السلطة الرابعة بكل أسف نلاحظ أن تحرير مجال السمعي البصري لم يلعب الدور المنوط به في المغرب بل بالعكس خلق فوضى عارمة يؤدي البلد ثمنها في سلوك أبنائها.
من سيوقف هذا العبث الإعلامي؟