ثقافةسيدتيفنمجتمع

القاصة والكاتبة “لطيفة باقا” في ضيافة سلسلة “تاء التأنيت”

في سلسلة من الحوارت التي تجريها قناة رمال تيفي بصيغة المؤنث نستضيف من خلالها نساء فاعلات في المجتمع ، مثقفات ، حقوقيات ، أدبيات ، كل من موقعها تفتح لنا أبوابها على مصرعيها لتشارك معنا اهتماماتها.

في حوارنا اليوم نغوص مع القاصة والكاتبة “لطيفة باقا” وهي كاتبة مغربية وفاعلة جمعوية ، لها ثلاث مجموعات هما: “ما الذي نفعله؟” ، و”منذ تلك الحياة” الصادرة سنة 2005، كما لديها العديد من القصص المنشورة في مجموعة من الصحف والمجلات المغربية والعربية، ولديها أيضا عدة إسهامات في أنطولوجيات للقصة المغربية والعربية، وقد ترجمت قصصها لعدة لغات من بينها الفرنسة والإسبانية والإنجليزية والتركية والعبرية .

القاصة والكاتبة “لطيفة باقا”

حاورتها : وردة لحميني.

✓  في البداية نود التعرف على المولد والمسار العلمي للمبدعة القاصة لطيفة باقا ؟

– أنا من مواليد مدينة سلا ، أتيت من سوسيولوجية “علم الاجتماع” ، بدأت الكتابة في سن صغير نوعا ما ، وكانت بدايتي مع المجموعة الأولى سنة 1992 والتي فزت من خلالها بجائزة الأدباء الشباب لاتحاد كتاب المغرب، وجدت نفسي في هذا المسار وفي هذا الاختيار الذي لايزال مستمرا إلى اليوم .

✓ متى أصابتك لعنة الكتابة الأولى ؟

في الواقع عندما كنت طفلة كنت أمارس هواية الرسم، وكنت أصرف الابداع إلى تشكيل، وفي أحد الأيام داخل القسم ، طلب منا الأستاذ كتابة قصة، إلا أن بعض التلاميذ لم يأخذوا الأمر بشكل جدي، لكنني أخدته بجدية وكتبت القصة ..،  في نهاية الحصة سلمت كتابتي للأستاذ، وفي الحصة الموالية طلب مني أن لا انسحب من القسم أثناء مغادرة جميع التلاميذ، ما جعلني أشعر بالخوف، كنت أظن انني حصلت على نقطة سيئة، وبعدها أخبرني أن ما كتبته يسمى القصة القصيرة، وكتب لي رسالة طويلة لازلت أحتفظ بها إلى يومنا هذا ، يقول لي فيها “أن الكتابة هي عمر موازي، نعيش حياتنا العادية بيولوجية وهناك حياة الكتابة التي تستمر بعد أن ننسحب ككائنات حية”، وبدأت المغامرة، وكما يسميها البعض لعنة ولازلت مستمرة.

✓ أنت تكتبين القصة القصيرة والرواية أيهما الأقرب إلى قلبك ؟

– لحد الآن جميع المجامع القصصية التي قدمتها في البداية ذهبت في مسار كتابة القصة، ولكن، سأخون القصة قريبا إن شاء الله من خلال اصدار عمل روائي ..، في الحقيقة الموضوع هو الذي يفرض صيغة الجنس الادبي وهو الذي يدفعنا لاختيار هذا الجنس عوض الجنس الاخر ..، بالنسبة لكتابة الرواية فهي تختلف تماما عن كتابة القصة، باعتبار هذه الاخيرة مكثفة وضيقة في الزمان وقصيرة، أما الرواية فهي بناء شخوص وأحداث تتطلب وقت أكثر وتفرغ أكثر وهي التجربة التي أعيشها منذ سنوات، أتمنى أن أخرج بعمل يستحق هذا المجهود الكبير.

✓ هل الزواج والأسرة أثرت على انتاجك الأدبي بالسلب أم بالإيجاب وكيف ؟

– في واقع الأمر المرأة الكاتبة ليست هي الرجل الكاتب، يجب أن نقف عند هذه الحقيقة المرة ..، هو أن المجتمع لا يعفيك من مسؤوليتك عندما تدخلين في تجربة الكتابة، لأننا نعيش في مجتمع ذكوري والمجتمع الذكوري يتيح حيزا خاصا بالمرأة ضيق جدا مقارنة بالحيز الذي يخصص للرجل، وربما لهذا السبب كانت مجموعتي الثانية بعنوان “غرفة فرجينيا وولف” لأن الكتابة الانجليزية فرجينيا تحدثت عن حق المرأة المبدعة في غرفة خاصة بها، هذه الخصوصية هي مغامرة بالنسبة للمرأة، مغامرة صعبة تتأجل أمام مسؤوليات أخرى لا يعفيها المجتمع منها، ولا تعفيها مؤسسة الزوجية منها، وأنا مثل باقي الأمهات، أوفر وقتا كبيرا لأبنائي مثل باقي الزوجات، وقت للزوج للبيت وللعلاقات العائلية.

القاصة والكاتبة “لطيفة باقا” رفقة طاقم قناة رمال تيفي

 

✓ هل المرأة المبدعة في المغرب فعالة في الحياة الادبية والثقافية ؟

طبعا لدينا أسماء مهمة جدا، النساء يكتبن أفضل من الرجال في المغرب “لا أعتبر أن هناك اجحاف في حق النساء ..،” النقد يحتضن الاقلام النسائية، ولكن لا يمكن أن نجمع جميع التجارب النسائية في سلة واحدة، هناك تنوع واختلاف وتباين على مستوى الاجيال وعلى مستوى الحساسيات وأيضا على مستوى التجارب، النصوص بالنسبة للكاتبة المغربية مثلا هناك فرق بين تجربتها الاولى وتجربتها  الاخيرة، نلمس منه تطورا يعكس نوعا من الالتزام والانخراط الكلي في الحياة الادبية.

✓  القلم النسوي يعد على الأصابيع إلى ماذا يوحي ذلك ؟

أكيد الرجال يكتبون أكثر من النساء والأسباب ذكرتها قبل قليل، ولكن في نظري أن الأمور لا ينبغي أن تقاس بالكم بل يجب أن تقاس بالكيف، نحن نبحث عن الجودة والنص الجميل واللذيذ، الذي يضع جسورا بين القارئ والكاتب، وأهم من النصوص التي ربما تمر مرور الكرام ولا تترك أثرا عند القراء.

✓  هل أنت مع من يقولون أن الرواية أصبحت فن اللغة العربية الأول ؟

الناشرين يفضلون نشر الرواية، والقراء يفضلون قراءة الرواية، وهذا لا يعني أن باقي الأجناس لا مكانة لها، الشعر مثلا ربما يوضع ما بين الرواية والقصة، لكن هل يمكن أن نعيش بدون شعر، هل يمكن أن نعيش بدون قراءة الشعر؟، كما قلت، لا ينبغي أن نحتكم للأغلبية، إن الابداع والفن قضية نخبوية وخاصة، وهي علاقة نربطها كأشخاص مع المكتوب ونعيشها بشكل سري ليس ضروري أن نقرأ كل شيء، الأساسي هو أن نقرأ نصوصا جميلة ونجد أنفسنا فيها، وتحقق لنا تلك المتعة التي يحققها الآدب.

✓ هل تحملين بتحويل بعض قصصك الى مسلسلات تلفزيونية أو افلام سينمائية ؟

في الحقيقة أشكرك على هذا السؤال وردة، فعلا هناك علاقة جدلية ما بين المكتوب والمرئي، يعني علاقة السينما بالادب هي علاقة قديمة، وللأسف نحن في المغرب لم نستطع ترجمتها بالشكل الجيد، هذه الخطوة قمنا بها بشكل محتشم في بعض الأعمال فقط، ونرى أن هناك مخرجين وكتاب سيناريوا يتعاملون أحيانا مع أعمال سابقة، في المقابل نرى أشقائنا المصريين تجاوزوا هذه العتبة وهناك كتاب سيناريوا قادمين من الادب والمخرجين يقرأون الادب وهذه العلاقة تعطينا أفلاما تشبهنا لأنها مكتوبة بأقلام من بلدنا ..، المخرجين لا يقرأون والروائيين لا يشاهدون السينما ، هناك نوع من القطيعة والبياض ما بين فن الادب وما بين فن السينما، نتمنى أن نتجاوزه مستقبلا، وبالنسبة لتجربتي كثير من أصدقائي قرأوا نصوصي ورأو أنها تصلح للسينما، هناك وعود من طرف أصدقائي المخرجين لكن لم تدخل حيز التطبيق بعد.

✓ الكاتب والكتاب المفضل لدى لطيفة باقا ؟

– في الحقيقة ليس لدي كاتب مفضل، أقرأ لجميع الكتاب منذ البداية، أرى أن الكاتب هو القارئ قبل أن يكون كاتبا، لا يمكننا أن ننتقل إلى الكتابة دون المرور عبر فعل القراءة، ولازلت أقرأ. في المغرب لدينا كتاب كبار قرأت ل “زفزاف” و”يوسف فاضل” وأقرأ بالفرنسية لكتاب معروفين ،أقرأ ل “نجيب محفوظ” حيث يمكنني أن أقرأ له بالمتعة التي كنت أقرأ بها وأنا طفلة ومراهقة، ليس هناك كاتب ..، هناك كتاب تتحقق معهم متعة القراءة.

√ تابعوا الحوار صوتا وصورة على قناة رمال تيفي على اليوتوب:

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى