آلام الحوض، معاناة صامتة وحلول فعالة بالترويض الطبي

تعد آلام الحوض من المشاكل الصحية الشائعة، خاصة لدى النساء، غير أنها قد تصيب أيضا الرجال والأطفال، ورغم ارتباطها غالبا بعوامل عضلية أو هيكلية أو عصبية، فإنها لا تحظى بالاهتمام الكافي في مجتمعنا، إذ تميل الكثير من النساء إلى التعايش معها أو اعتبارها أمرا طبيعيا، مما يؤدي إلى تفاقم الوضع وتأخير العلاج.
في هذا السياق، أوضحت الأخصائية في الترويض الطبي رشيدة أبو علي أن آلام الحوض تعرف طبيا بأنها الآلام التي تظهر في أسفل البطن، وقد تمتد إلى الأعضاء التناسلية والعجان وأسفل الظهر وحتى عظمة العصعص، وأضافت أن أسبابها متعددة ومتنوعة، لعل أبرزها مضاعفات ما بعد الولادة مثل العملية القيصرية أو شق العجان، إضافة إلى الإصابات الجراحية والرياضية، والشد العضلي الناتج عن التوتر أو الوضعيات الخاطئة، كما يمكن أن تكون مرتبطة بمشاكل عصبية مثل ضغط العصب الوركي، أو بأمراض نسائية كالتشنج المهبلي وبطانة الرحم المهاجرة.
وأكدت الأخصائية أن آلام الحوض ليست حكرا على النساء، إذ قد يعاني منها الرجال والأطفال أيضا، خصوصا في حالات الاعوجاج العضلي أو المفصلي، أو عند ممارسة الرياضات العنيفة، واعتبرت أن نقص الوعي واعتبار هذه الآلام طابوها اجتماعيا يشكلان عائقا كبيرا أمام التشخيص المبكر، مما يجعل العلاج أكثر تعقيدا في مراحل متقدمة.
وفي حديثها عن الحلول، شددت أبو علي على الدور المحوري للترويض الطبي في علاج هذه الآلام، حيث يعتمد على تقنيات متعددة مثل تمارين الاسترخاء والتنفس، والبيوفيدباك لمراقبة عمل العضلات، والتدليك الداخلي والخارجي للتخفيف من التشنجات، إضافة إلى التحفيز الكهربائي الخفيف لتسكين الألم وتحسين الإحساس، كما يزود المرضى بتمارين منزلية تشمل التنفس العميق، التمدد، التدليك الذاتي، وتقوية العضلات أو إرخائها بحسب الحالة.
ونبهت الأخصائية إلى مجموعة من العادات الخاطئة التي يجب تصحيحها، مثل حبس النفس أثناء رفع الأثقال، أو الجلوس طويلا في المرحاض، أو تجاهل الحاجة الطبيعية، وفي المقابل أوصت بشرب كمية كافية من الماء، والاعتماد على تغذية سليمة لتفادي الإمساك، ووضع القدمين على دعامة صغيرة أثناء التبرز، فضلا عن تخصيص دقائق يومية لممارسة تمارين الاسترخاء والتنفس.
وبخصوص فرص الشفاء، أكدت أبو علي أن العلاج المبكر يتيح غالبا إمكانية التعافي التام، مشيرة إلى أن جلسات الترويض الطبي ليست مؤلمة، وأن عددها يختلف حسب كل حالة، وأوضحت أن الألم قد يظهر في بعض الحالات إذا لم يلتزم المريض بنمط حياة صحي وتمارين وقائية.
وختمت الأخصائية حديثها برسالة قوية جاء فيها، آلام الحوض ليست قدرا محتوما، والترويض الطبي يوفر حلولا فعالة وآمنة إذا طبق بالطريقة الصحيحة، لا ينبغي أن نعيش الألم في صمت، فطلب المساعدة هو أول خطوة نحو العلاج.
خديجة ايت اكرما (صحفية متدربة)