
على هامش زيارتكم..
أدرك أنها زيارة سقطت عمدا من أجندة زياراتكم لكل الجهات مطلع 2018، أيام كانت هذه الجهة الفريدة تعيش بلوكاجا ممنهجا بعد أن بلغتكم اصداءه جميعا دون أن تحركو ساكنا..
اليوم زيارتكم جاءت متأخرة بعد أن جرت مياه كثيرة تحت الجسر…
جهة كليميم واد نون اليوم جثة هامدة ومن قتلوها لازالو يتمتعون بسراح دائم ، وستجدون بعضهم في استقبالكم يبتسمون دون أن يرف لهم جفن، وربما سيتحدثون أمامكم عن مشاكل الإقليم والجهة دون أدنى خجل لأنهم يتقننون قتل الميت وتشييع جنازته ولاضير أن تكون جنازة جهة كليميم واد نون رسمية تليق بحجم جهة تتصدر كل شيء إلا مؤشرات التنمية..
ستجدون لدينا أرقاما محترمة في اللجوء السياسي.. في البطالة.. في المخدرات.. لكن حتما لن تجدو من سيقول لكم حقيقة ما حصل فعلا لمدة أربع سنوات ضيعت على الساكنة.. فرص تنمية حقيقية.
لست ناصحا ولاشامتا ولا ابرء نفسي، لكني ملزم بقول الحقيقة التي عشتها وأعرف جيدا خباياها.. ماوقع في الجهة الفريدة يساءلنا جميعا ويساءلكم عن كل هذا التأخير في إتخاذ القرار تجاه جهة تنتحر اقتصاديا واجتماعيا في ظل صمت الجميع..
واهم من يظن أن تغيير بوعيدة الرئيس برئيس بوعيدة آخر هو حل لمشكلة جهة كليميم واد نون، هذا مجرد التفاف على العمق الحقيقي للمشكل المسكوت عنه والذي يدركه جل ساكنة هذه الجهة حتى ولو أغلق بعضهم فمه اما تواطؤا أو خوفا أو تجاهلا..
..في زيارتكم المتأخرة جدا ستجدون كل شيء على مايرام، سيوقفون الأشجار ويبعثون فيها الحياة من جديد، وستصبغ الطرق والواجهات وستفتح بعض المراكز المغلقة، وستدب الحياة في المستشفى الجهوي ،وسيظهر الدواء ، فكلميم هي جزء من وطن يعيش بالمساحيق ويتحرك مسؤولوه خوفا لا احتراما للمسؤولية.
لذا لن أثقل عليكم بتعداد المشاريع المتوقفة والتي أنجزت منذ سنوات طويلة، ولا بمصير ما وقع من مشاريع أمام صاحب الجلالة ولا عن ما الذي تحقق في فترة توقيف مجلس الجهة لمدة سنة، هذه تفاصيل يوجد فيها شيطان رجيم، وأخشى عليكم من شياطين هذه الجهة فكل فقهاء المغرب وسحرته سيعجزون عن تشخيص ما سيحل بكم إن أنتم سألتم عن أشياء إن تبدى لكم لن تفهموها..
فكل من حاولو الفهم في جهة كليميم واد نون كان مصيرهم الإبعاد القسري وأنا أريد للجميع أن ينهي ولايته في سلام ، فلم يتبقى من الزمن أكثر مما ضاع ولا أظن أن سنة واحدة من عمر جهة مشلولة سيكون مفتاح تنمية مؤجلة..
هي سنة فقط متبقية للفهم والاستيعاب بالنسبة لساكنة عانت من سوء الإختيار وهي الآن تدفع الثمن غاليا..
أتمنى لكم رغم كل شيء مقاما طيبا رغم الغياب، فلم يعد لي مكان في مجلس وجوده كعدمه يكمل فقط اعداد الجهات جهويا ، فلسنا سقط متاع..