بين العدسات اللاصقة والنظارات الطبية: كيف تختار الحل الأنسب لعينيك؟

عندما يتعلق الأمر بتصحيح البصر، يبقى السؤال الأهم: هل أختار النظارات الطبية أم العدسات اللاصقة؟ الاختيار ليس مجرد مسألة ذوق شخصي أو مظهر خارجي، بل يرتبط بالدرجة الأولى بصحة العين، طبيعة الحالة البصرية، وأسلوب الحياة اليومي، وهذا ما ستوضحه توريا الصوفي العلمي
أخصائية بصريات وقياس البصر ومديرة محل “أوبتيك أفنسو”.
النظارات الطبية.. الخيار الأكثر أمانا
تظل النظارات الطبية الحل الأسهل والأكثر أمانا لتصحيح البصر في معظم الحالات. فهي الخيار المثالي للأطفال، كبار السن، ومرضى العيون الحساسة أو الجافة الذين يجدون صعوبة في تحمل العدسات. كما ينصح بها بعد بعض العمليات الجراحية للعين أو في حالات الالتهابات المتكررة.
من أبرز مميزاتها أنها لا تلامس العين مباشرة، مما يقلل من خطر العدوى أو المضاعفات. كما أنها أقل تكلفة على المدى الطويل، وتتيح مرونة في اختيار إطارات وأشكال متنوعة تضيف لمسة جمالية للمظهر.
العدسات اللاصقة.. دقة بصرية وحرية حركة
رغم أن النظارات هي الخيار الأول، إلا أن هناك حالات خاصة مثل القرنية المخروطية أو قصر النظر الحاد تتطلب اللجوء إلى العدسات اللاصقة من أجل الحصول على رؤية أوضح وأكثر دقة.
تنقسم العدسات إلى نوعين رئيسيين:
- العدسات اللينة: مريحة وسهلة الاستعمال، تناسب الاستخدام اليومي أو لأغراض جمالية، وتوفر حرية الحركة خاصة أثناء ممارسة الرياضة.
- العدسات الصلبة: تمنح دقة بصرية عالية في حالات معقدة مثل القرنية المخروطية، لكنها تتطلب عناية صارمة، تشمل غسل اليدين جيداً قبل لمسها، احترام مدة الاستعمال، وتجنب النوم بها إلا إذا كانت مخصصة لذلك.
من أبرز الأخطاء الشائعة في استعمال العدسات: إهمال التعقيم، مشاركتها مع الآخرين، أو ارتداؤها لفترات أطول من المسموح.
كيف تختار بينهما؟
الاختيار بين العدسات والنظارات لا يعتمد فقط على الراحة أو الجانب الجمالي، بل على تقييم طبي دقيق لحالة العين. الأشخاص الذين يعانون من جفاف العين، التهابات متكررة، أو حساسية موسمية، يكونون أكثر أمانا مع النظارات. بينما تناسب العدسات الأشخاص الباحثين عن حرية أكبر في الحركة أو عن تصحيح بصري أكثر دقة في حالات معينة.
المعيار الأهم هو المتابعة الطبية، إذ يجب إجراء فحص شامل للعين لتقييم القرنية، جودة الدموع ونسبتها، مع تجربة عملية للعدسات لتحديد قدرة الشخص على التكيف معها.
سواء اخترت النظارات أو العدسات، يبقى الهدف الأساسي هو ضمان رؤية واضحة وحماية صحة العين على المدى الطويل. لذلك تبقى الاستشارة مع أخصائي البصريات خطوة ضرورية لاتخاذ القرار الأنسب الذي يجمع بين الراحة، الأمان، والدقة البصرية.