صحة و جمالمجتمع

الأخصائية في التغذية ليلى الزماحي تبرز دور التغدية السليمة للحصول على صحة متوازنة

تعد التغذية السليمة عنصرا جوهريا في الحفاظ على الصحة الجسدية والنفسية، إذ ترتبط بشكل مباشر بجودة الحياة والوقاية من العديد من الأمراض، ومع تزايد التحديات الصحية في العصر الحديث، أصبحنا بحاجة ملحة لنشر الوعي الغذائي وتصحيح المفاهيم المرتبطة بالعادات الغذائية اليومية.

وفي هذا السياق، نستضيف الأخصائية في التغذية ليلى الرماحي، لتسليط الضوء على أبرز الإشكالات المرتبطة بسوء التغذية، وتقديم توجيهات لفئات مختلفة من المجتمع، في حوار غني بالمعلومات والتوصيات المفيدة.

ما المقصود بالتغذية السليمة وهل تختلف من شخص لآخر؟
التغذية السليمة هي تزويد الجسم بالعناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها ليحافظ على صحته، ويؤدي وظائفه الحيوية بشكل جيد. وتشمل البروتينات، الألياف، الفيتامينات، المعادن، ومشتقات الحليب الخالية من الدسم والسكريات.
التغذية تختلف من شخص لآخر حسب العمر، الحالة الصحية، البنية الجسدية، وحتى المورفولوجيا. مثلا، ما يحتاجه طفل في طور النمو ليس هو نفسه ما يحتاجه شخص مسن أو شخص مريض.

هناك اعتقاد أن كل ما هو صحي غير لذيذ، ما رأيك في هذا التصور؟ وهل هناك وصفات تجمع بين المذاق والمتطلبات الصحية؟
هذا التصور خاطئ، كثير من الناس يربطون الأكل الصحي بالحرمان أو بالريجيم القاسي، لكن في الحقيقة، التغذية الصحية لا تعني التخلي عن المذاق.
يمكننا إعداد وصفات لذيذة وصحية في آن واحد، مثل طهي الخضار مع التوابل والأعشاب الطبيعية، استخدام الزيوت الصحية، أو تحضير وصفات مثل الكيك والمثلجات بطريقة متوازنة دون الإضرار بالصحة.
المسألة مرتبطة بثقافة غذائية تبدأ من المنزل، وبتعلم طرق طهي سليمة تحافظ على العناصر الغذائية وترضي الذوق.

الكثير من الناس يتبعون أنظمة غذائية دون استشارة مختص، ما هي المخاطر المرتبطة بذلك؟
اتباع أنظمة غذائية دون استشارة مختص يعد مخاطرة كبيرة، قد يؤدي ذلك إلى نقص أو زيادة في الفيتامينات والمعادن، ما يسبب مشاكل صحية خطيرة مثل التسمم الغذائي، اضطرابات في الأعضاء، أو اختلال في التمثيل الغذائي.
كما أن تعاطي المكملات الغذائية مثل البروتينات دون فحص مسبق، قد يؤدي إلى أمراض في الكلى والكبد، خصوصا لدى الشباب والرياضيين.
التغذية مسألة دقيقة، ولا ينبغي التلاعب بها بدون تحاليل ومتابعة طبية.

ما العلاقة بين التغذية والحالة النفسية؟
العلاقة وثيقة جدا، السمنة مثلا تؤثر على إفراز هرمونات السعادة مثل الدوبامين والسيروتونين، مما يؤدي إلى اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب أو التوتر.
كما أن النحافة المفرطة تسبب نقصا في عناصر ضرورية للصحة النفسية مثل الليتيوم، وهو معدن مسؤول عن التوازن العاطفي.
الحالة النفسية لا تنفصل عن الحالة الجسدية، وأي اختلال في التغذية ينعكس مباشرة على المزاج والطاقة والتركيز.

في الفترة الأخيرة، انتشرت حميات مثل الصيام المتقطع. ما رأيك في هذا النوع من الأنظمة؟ وهل يمكن اعتماده بأمان؟
أنا لا أؤيد الصيام المتقطع كحل دائم، لأنه يؤدي في البداية إلى فقدان الوزن، لكنه سرعان ما يتسبب في الإرهاق والتعب، وقد يتوقف الجسم عن التفاعل معه.
أفضل الاعتماد على تغذية طبيعية، متوازنة، ومستقرة، تضمن الصحة والراحة النفسية دون صدمات للجسم أو تذبذب في الوزن.

هل من نصائح خاصة لفئات معينة مثل الأطفال، الحوامل، المسنين، والرياضيين؟

تختلف النصائح الغذائية باختلاف الفئات العمرية والحالات الصحية، مما يجعل من الضروري تكييف النظام الغذائي وفق احتياجات كل فئة.
فعند الحديث عن الأطفال، ينصح بتجنب الإفراط في تناول السكريات، والحرص على ترسيخ عادات غذائية صحية منذ الصغر، من خلال التنويع في الأغذية وشرب الماء بانتظام.
أما بالنسبة للنساء الحوامل، فيفضل تقسيم الوجبات إلى وجبات صغيرة ومتعددة، مع التركيز على الخضر والفواكه، والابتعاد عن الأغذية الثقيلة أو الدهنية التي قد تسبب اضطرابات هضمية.
وعندما يتعلق الأمر بـالمسنين، توصى هذه الفئة بشرب الماء بكميات كافية، خاصة مع التقدم في السن حيث تقل الإحساسات المرتبطة بالعطش، كما يجب الانتباه إلى مضغ الطعام جيدا لتفادي المشاكل الهضمية، بالإضافة إلى اعتماد وجبات خفيفة وسهلة الهضم.
أما بالنسبة لـلرياضيين، فمن الضروري أن يتناولوا وجباتهم في توقيت مناسب حسب نشاطهم البدني، مع التركيز على الأغذية الغنية بالبروتينات والكربوهيدرات المعقدة، وتفادي التمارين مباشرة بعد الأكل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى