رياضةمجتمع

عصبة سوس لكرة القدم… استمرار العبث في مشهد غارق بالتناقضات

مع اقتراب موعد الجمع العام العادي لعصبة سوس لكرة القدم، يطفو على السطح إرث ثقيل من التراكمات التي تعكس حال اللجان داخل العصبة. لجان كان يُفترض أن تكون صمام أمان وسندًا قويًا لمكونات الكرة السوسية، لكنها باتت رهينة العبث والعشوائية.

لجان مشرقة في ظل العتمة

لا يمكن إنكار أن هناك لجاناً أدت أدوارها بشيء من الجدية والمسؤولية، مثل اللجنة التقنية التي ظلت تعمل رغم شح الإمكانيات وضعف الموارد البشرية. كذلك الحال بالنسبة للجنتي التحكيم والتأديب، اللتين تمكنتا من فرض النظام ولو بشكل نسبي. لقد أظهرت هذه اللجان رغم الظروف الصعبة أنها قادرة على تقديم قيمة مضافة، وإن كانت أقل مما يُطمح إليه.

لجان محتشمة وعاجزة

في المقابل، تعكس لجان أخرى وجهًا محتشمًا لأداء العصبة. لجنة البرمجة والمنافسات مثال صارخ على الفشل في تحقيق الحد الأدنى من أهدافها، إذ عجزت عن إتمام برنامجها طيلة أربع سنوات، تاركة الفرق في حالة من التيه والفوضى.

غياب شبه كلي لبعض اللجان

أما اللجان مثل الاستئناف، فقد كان حضورها في المشهد شبه معدوم، مما فتح المجال أمام القرارات الاعتباطية التي أضرت بالفرق. لجان أخرى مثل التنظيم والعلاقات مع الجماعات المحلية والتواصل والاستشهار اختفت كليًا، وكأنها لم تكن يوماً جزءًا من الهيكل التنظيمي للعصبة.

لجنة القوانين والأنظمة… مثال للعبث والانحياز

أما لجنة القوانين والأنظمة، فقد تحولت إلى رمز للقرارات العشوائية التي افتقدت للشرعية والعدالة. قراراتها غالبًا ما كانت تُصاغ لتُرضي أطرافًا بعينها، تغلب عليها لغة المحاباة والقرابة وجبر الخواطر، بدلاً من اعتماد معايير صارمة وشفافة تحترم مبدأ المساواة بين جميع الفرق.

دعوة للتغيير

أمام هذا الوضع، يبقى الأمل معقوداً على الجمع العام القادم لتصحيح المسار وإعادة ترتيب البيت الداخلي للعصبة. الكرة السوسية تستحق لجاناً قوية ومسؤولة تعمل بروح جماعية ووفق معايير مهنية، بعيداً عن الانحياز والارتجال.

إن استمرار العبث ليس مجرد تهديد لكرة القدم السوسية، بل هو طعنة في قلب كل من يحمل شغفاً بهذه اللعبة في منطقتنا. الكرة الآن في ملعب الجميع لإعادة البناء على أسس متينة وشفافة.
بقلم : العربي طالب

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى