لمحة عن الورد الدمشقي

رمال تيفي_الهام أورير (متدربة)
يشير الورد الزهري إلى الوداع و البراءة و الرقة، كما يشير ايضا إلى النعمة،أو ان هذا الورد هو نفسه هذه النعمة التي كانت من نصيب منطقة مݣون و دادس، فاعتبر من أهم ما تنتجه كل من قلعة مݣونة و دادس،هذه المنطقة الموجودة جنوب شرق المغرب،فهو جزء من هويتها.
فلا يحل شهر أبريل حتى تتزين به الواحة ويتعطر به المكان، ولا يكاد يبهرك جمال القصبات حتى تندهش بمنظر الورود ، هذا الورد الزهري الذي كان له الفضل لأن تعرف المنطقة وطنيا وعالميا، ويسمى أيضا بالورد الدمشقي ويعود هذا الاسم حسب ما هو متداول إلى أصل هذا الورد وهو سوريا و بالضبط فهو من دمشق، فبعد بعض الرحلات السورية قام الناس بزراعته في اماكن اخرى، وقلعة مكونة من بين المناطق التي نجحت فيه زراعته، قد يعود سبب ذلك إلى المناخ الجاف الذي تعرف به المنطقة وكون ذاك النوع من الورد لا يحتاج الرطوبة.
إن الورد هو قلب قلعة مݣونة ونبضها، فكل شيء هناك يحيل على الورود، سواء اللون الوردي الذي تتميز به سيارات الأجرة، و مزهرية الورد التي تم نصبها وسط المدينة، او حتى محلات بيع المنتجات المشتقة من الورد و المصففة على طول الشارع الرئيسي، أما عند الحديث عن المنتوجات التي تستخلص من الورد فهي لا تعد ولا تحصى لكن جدير بنا أن نذكر أهمها، وهو ماء الورد المقطر و التي تبدا رحلته بعد أن تتوجه النساء إلى الحقول كل صباح لجنيه بدون كلل، فيقطفنه بأناملهن التي تحاول قطفه بلطف حتى لا تتناثر وريقاته الرهيفة، بينما يرددن من حين إلى آخر اهازيج أمازيغية تعبر عن الحب و العشق أحيانا، وعن المعاناة و استرجاع ذكريات الماضي احيانا أخرى، فيجمع في أكياس ويتوجه به إلى مصانع او تعاونيات و يتم تقطيره هناك بمعدات خاصة بالتقطير، بحيث يمر من انابيب تعزل كل من ماء الورد و زيت الورد تم روح الورد.
فروح الورد يباع بثمن باهض قد يصل إلى 850.000 درهم حسب ما اكدته بعض التعاونيات وهذا الأمر ليس غريبا لأن استخراج لتر واحد من روح الورد يحتاج إلى سبعة اطنان من الورد.
إظافة إلى كل ذلك ينبغي الإشارة إلى أنه ومنذ ستينيات القرن الماضي و الاهالي تحتفل بموسم الورود من خلال إقامة مهرجان الورود في بداية شهر ماي من كل سنة يستمر لمدة ثلاثة أيام ،وفيه يتم تتويج ملكة جمال الورود لتلك السنة .