رياضةمجتمع

فاطمة الزهراء الواحدي.. صوت نسائي رائد يغيّر ملامح الإعلام الرياضي بسوس

في مشهد إعلامي ظل لفترة طويلة حكرا على الرجال، برزت الصحفية فاطمة الزهراء الواحدي كوجه نسائي استثنائي أعاد رسم حدود الممكن للمرأة في الإعلام الرياضي. من عمق سوس، حيث الجذور المتشبثة بالهوية والإرادة، صنعت فاطمة الزهراء مسارًا مهنيًا لافتًا، توّج بتوليها مهمة المنسقة الإعلامية لفريق حسنية أكادير لكرة القدم، لتصبح أول امرأة في المنطقة تشغل هذا المنصب داخل نادٍ من أعرق الأندية الوطنية.

بدأت رحلة فاطمة الزهراء الواحدي مع الإعلام سنة 2002، وكانت البداية من الإذاعة، حيث سطع نجمها عبر ميكروفون إذاعة MFM، مقدّمة برامج اجتماعية وإنسانية استهدفت تسليط الضوء على قصص نساء من الهامش، نساء تحدّين الواقع وكتبن قصص نجاح بطعم المعاناة. وكان برنامجها الشهير “امرأة أو امرأة مكادة” أحد النوافذ التي أطلّت بها على قلوب المستمعين، وهي تحكي عن نساء سوسيات نادرات.

هذا الحس الإنساني والرؤية المهنية العميقة، كانا مدخلًا لتحولها نحو الإعلام الرياضي، حيث خاضت تجربة جديدة بطموح يتجاوز التوقعات. وبتعيينها منسقة إعلامية لفريق حسنية أكادير، لم تسجّل فقط حضورًا رمزيا للمرأة في الفضاء الرياضي، بل وضعت بصمتها الخاصة عبر استراتيجية تواصلية متكاملة، توازن بين احترافية الأداء وضغط الجماهير، وبين محدودية الإمكانيات ورغبة النادي في تجديد صورته.

أظهرت فاطمة الزهراء قدرة كبيرة على احتواء التحديات والتفاعل مع الأحداث، فأصبحت عنوانًا للإعلامية القادرة على الجمع بين التقني والإنساني، بين الرياضي والمجتمعي. وقد تُوّج هذا المسار بعدة تكريمات وشهادات تقدير، من أبرزها تكريم الرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين في أكادير خلال اليوم العالمي للمرأة، إلى جانب تتويجها بجائزة إعلامية ضمن دورة “أكادير للصحافة” سنة 2018، اعترافًا بتميز عملها الإذاعي وتفردها في الطرح.

اليوم، تمثل فاطمة الزهراء الواحدي أكثر من مجرد منسقة إعلامية؛ إنها نموذج نسائي ملهم أعاد طرح السؤال حول موقع المرأة في المهن الصعبة. حضورها في الإعلام الرياضي لم يكن صدفة، بل نتيجة مسار حافل بالشغف والاجتهاد والمثابرة.

في زمن لا يزال فيه التمكين الحقيقي للمرأة يراوح مكانه، تشكل تجربة فاطمة الزهراء شهادة حية على أن المرأة قادرة على اقتحام أعقد الفضاءات المهنية متى وجدت الفرصة وآمنت بذاتها. إنها ليست فقط صوتا إعلاميا متميزا من سوس، بل رمزا نسائيا يختصر قصة نضال وأمل وتميّز في آنٍ واحد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى