
رمال تيفي_عبد الكريم ميران
في موسم مليء بالصعوبات والتقلبات، يُجمع جمهور حسنية أكادير على مطلب واحد لا يقبل النقاش: “خوض مباراة السد على أرضية ملعب أدرار، ولا بديل عن ذلك”. هذا النداء الصريح لا ينبع من عاطفة، بل من واقع مرير عاشه الفريق وأنصاره خلال الأشهر الماضية، بعد اضطراره لخوض مباريات مصيرية خارج المدينة، في ظروف اعتبرها كثيرون غير منصفة.
ملعب أدرار بالنسبة لجماهير الحسنية ليس مجرد ملعب، بل هو القلب النابض للفريق، والرمز الأبرز لهويته وانتمائه. فقد شكّل هذا الفضاء الرياضي عاملًا نفسيًا ومعنويًا مهمًا في مسيرة الفريق، وكان دائمًا الحصن الذي يستمد منه اللاعبون طاقاتهم، بفضل جماهير تملأ المدرجات وترسم فيه أجمل اللوحات وتمنح الفريق دعمه الحقيقي.
منذ أن حُرم الفريق من اللعب في أدرار، بدأت آثار هذا القرار تظهر على أرض الواقع، تراجع في الأداء، غياب للروح القتالية، وتدهور تدريجي في النتائج، إلى أن أصبح الفريق مهددًا بمغادرة القسم الأول. لا يمكن قراءة هذا الانحدار بمعزل عن الابتعاد عن الديار، وفقدان الدعم الجماهيري المباشر، والاضطرار إلى خوض المباريات في أجواء باهتة تفتقد للدفء والانتماء.
الجمهور السوسي اليوم يُحمّل الجهات المعنية المسؤولية، من سلطات محلية إلى أجهزة كروية وطنية، ويطالب بتصحيح الوضع قبل فوات الأوان. مباراة السد -المصيرية- ليست مجرد 90 دقيقة، بل هي اختبار حقيقي للعدالة الرياضية والإنصاف، ولا يمكن أن تُجرى في مكان آخر غير أدرار دون الإضرار بمبدأ تكافؤ الفرص.
إن تمكين حسنية أكادير من اللعب على ميدانه الطبيعي هو مطلب عادل ومشروع، يعكس رغبة جمهورٍ واعٍ بحجم التحديات، ومرتبط عاطفيًا ووجدانيًا بناديه. وعلى الجهات المسؤولة أن تدرك أن الإنصاف هنا لا يعني تفضيلًا، بل فقط تصحيح وضع غير سليم، لأن مصير فريق بحجم حسنية أكادير يجب أن يُحسم على أرضه، وبين جماهيره، وفي ملعب أدرار تحديدًا.