رياضةمجتمع

الحسنية ..غزالة جريحة تبحث عن شفاء مستحيل

مرة أخرى، تتلقى حسنية أكادير صفعة موجعة في ميدان المستطيل الأخضر الجيش الملكي لم يكن مجرد خصم، بل كان طبيبًا شرّح جسد الغزالة وكشف عن أوجاعها القديمة التي لم يفلح الزمن في مداواتها. والمفارقة، كما يقول المغاربة: “اللي فيه الداء ما يخفيه الدوا.”

الهزيمة أمام الجيش ليست إلا رقمًا جديدًا في مسلسل سقوط الحسنية، فريق مرجعي تحول إلى أطلال فريق يذكرنا فقط بما كان عليه يومًا. “اللي ما عندو ماضي، ما عندو مستقبل،” لكن ماذا نقول عن فريق يمتلك ماضيًا أصبح عبئًا عليه؟

المجهد، حارس المرمى الذي لطالما حمل آمال الجماهير، كشف عن ثغرات قفازه في مناسبتين، كأنه يصرخ: “ما بقى ما يدار.”

القلعي، المايسترو الذي يُنتظر منه أن يكون عماد الفريق، اكتفى بالوجود الشكلي، وكأن حاله يقول: “اللي يقدر يقدر، واللي ما يقدرش يقول ما عطا الله.”

بوخنفر، النجم الذي بدأ يخبو، فقد لونه وسط كتيبة هزيلة، وكأن خط الوسط قد وقع تحت تأثير لعنة غامضة، كما يقول المغاربة: “الماء في الغربال ما يجمع.”

لا يمكن الحديث عن الوضع الكارثي للحسنية دون الإشارة إلى القيادة. رئيس فقير، لا بمعنى المال فقط، بل بفقر الرؤية والطموح. “مول الشكارة ماشي هو مول الفريق،” لكنها الحقيقة التي ظلت خفية وراء التصريحات الرنانة التي اختفى صاحبها سعيد الصقلي، وكأن لسان حاله يقول: “تغيب وتفوت العاصفة.”

الجماهير اليوم تنظر بعيون الحسرة إلى فريقها، وهي تدرك أن الميركاتو الشتوي القادم هو الفرصة الأخيرة لإنقاذ الغزالة من السقوط. كما يقول المثل المغربي: “اللي ما يصلح في وقته، ما ينفع ساعته.” وإن لم تتحرك الإدارة، فإن الحسنية ستودع القسم الأول بلا رجعة، وستبقى حسرتها في القلوب كالنقش على الحجر.

الهزيمة أمام الجيش لم تكن فقط في النتيجة، بل كانت درسًا في التكتيك والانضباط، مقابل عشوائية الحسنية وتواضع أدائها. “اللي يتبع الريح ما يزرع الحبوب،” وهكذا يبدو حال فريق لم يعرف بعد كيف يبني كتيبة قادرة على مجاراة الكبار.
الحسنية اليوم ليست مجرد فريق يعاني، بل هي رمز للخذلان، قصة تُروى عن فريق لم يستطع التخلص من لعنة الهزائم. ويبقى السؤال: هل ستعود الغزالة إلى سابق عهدها، أم أن “اللي طاح من الكار، كيبقى في الأرض”؟
بقلم : العربي طالب

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى