في مشهد أثار الكثير من الجدل والتساؤلات، عقد الجمع العام لعصبة سوس لكرة القدم وسط أجواء مشحونة بالتناقضات والإشكالات. من خلال الصور المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، احد أحد أعضاء المكتب المديري للعصبة، وهو يتساءل بوضوح فوق المنصة: “هل النصاب القانوني فعلاً متوفر لعقد هذا الجمع؟” سؤال يحمل في طياته أكثر من مجرد استفسار، بل يكشف عن شكوك عميقة حول شرعية انعقاد هذا اللقاء.
الأمر لم يتوقف هنا. مشهد آخر أثار استغراب الحاضرين والمهتمين بالشأن الرياضي، وهو الحضور الأمني المكثف لشركة خاصة عند بوابة الغرفة الفلاحية، وعند هيئة الاستقبال، وأمام بوابة المدرج، بل وحتى داخل القاعة نفسها. ليتساءل أحدهم بدهشة: “هل نحن في جمع عام لعصبة سوس لكرة القدم أم أن العنوان خاطئ؟”.
“العجب العجاب! كلشي ولا مشبوه حتى جمع كورة خصو الحراسة!” قد يقول أحد الحكماء هنا، في إشارة إلى الانحدار الذي وصلت إليه صورة العصبة التي كانت يومًا مضرب الأمثال في النزاهة والتنظيم.
“فين أيام كانت العصبة كتعقد الجموع بشفافية، والكل كيشهد لها؟” يردد آخر بحسرة، مشبهًا الوضع بمثل شعبي مغربي يقول: “اللي خرج من الجماعة يبقى في الضياع”، في إشارة إلى فقدان الانسجام والتنظيم الذي كان يميز العصبة.
حضور أمني بهذا الشكل يذكرنا بمشهد آخر في أمثالنا المغربية: “ما ديرش راسك في الما سخون إلا كنت شاك فراسك”، وهو تعبير عن الحذر المبالغ فيه الذي يثير الشكوك أكثر مما يطمئن.
ختامًا، لا يسع المتابع إلا أن يتساءل: هل هذه هي عصبة سوس التي كنا نفتخر بها؟ أم أن الزمن حولها إلى صورة باهتة لا تحمل من الماضي إلا الاسم؟ ربما هي بحاجة لإعادة النظر في مسارها قبل أن تتحول إلى مجرد ذكرى تلوكها ألسنة المقهورين في مجال كرة القدم. “اللي دارها بيديه يفكها بسنيه”، فلعل الحل يكمن في عودة الصدق والشفافية إلى قاعة القرار.
بقلم العربي طالب