عصبة سوس بين الزمن الرياضي وروح القانون

إن الرياضة ليست مجرد ميادين للمنافسة والتحدي، بل هي أيضًا منظومة مبنية على قيم التنظيم والالتزام. ففي ظل قانون التربية البدنية 30.09 الذي يُعتبر إطارًا حاكمًا للعمل الرياضي، يبرز بوضوح أن الولاية الانتدابية لمكاتب العصب والهيئات الرياضية لا يجب أن تتعدى أربع سنوات. هذا النص التشريعي ليس مجرد سطور في القانون، بل هو تجسيد لمبدأ تداول المسؤوليات وتعزيز الحكامة الجيدة.

وفي هذا السياق، نجد أن عصبة سوس قد طالت بها فترة الانتداب، حيث مضت 3 سنوات و9 أشهر منذ عقد آخر جمع عام انتخابي. ورغم اقتراب اكتمال المدة القانونية، يبقى التساؤل مشروعًا: متى سيُعاد الاعتبار للممارسة الديمقراطية داخل هذه المؤسسة الرياضية؟ فالانتخابات ليست فقط تجديدًا للأشخاص، بل هي أيضًا فرصة لضخ دماء جديدة وأفكار خلاقة تسهم في النهوض بالرياضة المحلية.

ألم يقل العرب قديمًا:
“تجدد العهد بالمسؤولية، كالنهر يغيّر ماءه ليظل نقيًا وصافيًا”؟

إن احترام المدة الانتدابية هو تكريس لروح المسؤولية، وإيمان بأن الرياضة هي في الأصل شراكة بين الماضي والحاضر والمستقبل. فالمكتب الذي يتجدد، يجدد معه الطموح والتطلعات، ويحمل على عاتقه أمانة تحقيق الأهداف، لا الجمود عند سقف من الإنجازات.

ولعلنا نستلهم من الرياضة نفسها درسًا بليغًا؛ ففي كل مباراة هناك صافرة تنهي الشوط، وتعلن بداية جديدة، فلا انتصار دائم ولا هزيمة أبدية. فمتى ستُعلن صافرة الجمع العام الانتخابي لعصبة سوس ؟
أليس يوم 20 دجنبر الحالي الا در للرماد في العيون ؟

ختامًا، يبقى الأمل معقودًا على أهل القرار، أن يعيدوا للقاعة الانتخابية حرارتها، وللروح الرياضية حيويتها، ليظل العمل في إطار القانون نبراسًا يسير به الجميع نحو مستقبل أفضل لعصبة سوس ولرياضتها العريقة.
بقلم العربي طالب