
شهد الجنوب الشرقي للمملكة يوم أمس الجمعة، ولا سيما إقليمي زاكورة وطاطا، هطول أمطار غزيرة واستثنائية أظهرت للعِيان واقع البنية التحتية المتردية، حيث كشفت الأمطار عن ضعف الطرق والقناطر، وعرّت تقاعس الجهات المسؤولة في هذا القطاع. وكأن هذه السيول جاءت بحكمة من الله لتفضح التقصير الذي طال أمده، وتدق ناقوس الخطر بضرورة إعادة النظر في العناية بهذه المنطقة التي تعاني الإهمال.
ولم تقتصر الأضرار على البنية التحتية فحسب، بل تسببت الأمطار الغزيرة أيضًا في انقطاع الإنارة وشبكات الاتصال، مما زاد من صعوبة التواصل مع الساكنة أو حتى الحصول على المعلومات الكافية حول أوضاع القرى المعزولة.


ورغم هذا الواقع المؤلم، لا يمكننا إلا أن نحمد الله على هذه الأمطار المباركة، التي جاءت لتُزيل كابوس الجفاف الذي خيّم على الجنوب الشرقي لسنوات طويلة. إنها نعمة إلهية من شأنها أن تبعث الأمل في نفوس الساكنة وتعيد الحياة للأرض التي طالما انتظرت الغيث.
ومع ذلك، لا يسعنا إلا أن نتضرع إلى الله أن يرحم من توفوا بسبب هذه السيول الجارفة، وأن يسكنهم فسيح جناته، ونسأل الله أن يرد المفقودين إلى أهلهم سالمين يا رب، وأن يلطف بالمنطقة وأهلها في الأيام المقبلة، إنه سميع مجيب الدعاء.



ولعل هذه الأحداث تكون دعوة صريحة لتوجيه الاهتمام والتخطيط الجاد لتأهيل البنية التحتية، وضمان استقرار الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والاتصالات، حتى تليق بكرامة أهل الجنوب الشرقي ومكانة المنطقة في قلب الوطن.
بقلم: ذ.زكرياء أمزاركو