د. رشيد أمولود يبسط موضوع “الولادة الطبيعية و الولادة القيصرية” من خلال برنامج “بنات رمال”

رمال تيفي_مريم أبروش (متدربة)
في حلقة بنات رمال، استضافت الإعلامية سهام أزيرار الدكتور رشيد أمولود، أخصائي أمراض النساء و التوليد، للحديث حول موضوع الولادة الطبيعية و الولادة القيصرية.
✓ في بادئ الحلقة، نود منكم دكتور أن تقدم لنا تعريفا لكل من الولادة القيصرية و الطبيعية؟
_ يمكننا أن نعرف الولادة على أنها حدث يقع بعد فترة الحمل المقدرة في تسعة أشهر. كل امرأة و خصوصية حالتها، فمن النساء من يلدن ولادة طبيعية و منهن من تفرض عليهن حالتهن الصحية الولادة بشكل قيصري.
فاستقبال مولود في العائلة لحدث جد مهم على المستوين النفسي و الاجتماعي، فمعظم الأزواج ينتظرون بفارغ الصبر هاته المناسبة الجميلة، لذا يجب أن تحرص المرأة في التتبع المستمر لحملها و على الاستشارة الدائمة لطبيبها من أجل أن تمر الولادة في ظروف جيدة للأم و الرضيع.
✓ هناك جدل حول الطريقة الأحسن للولادة، فهناك العديد من النساء يفضلن الولادة الطبيعية و يتخوفن من الولادة القيصرية. فما الفرق بين الولادة الطبيعية و الولادة القيصرية؟
_ الولادة الطبيعية هي ولادة تتم بشكل طبيعي عن طريق الجهاز التناسلي للمرأة، و أحيانا نحتاج للغرز في حالة ما كان حجم الجنين كبيرا، أو إذا كانت الولادة الأولى بالنسبة للأم، بينما نستغني عنها إذا كان الجنين صغير الحجم.
أما بالنسبة للولادة القيصرية، فتتم عن طريق الجراحة، وذلك من خلال إجراء شق في البطن و الرحم لاخراج الجنين.
✓ ماهي صعوبات و العواقب لكل طريقة ولادة على حدة؟
_ سواء نتحدث عن الولادة الطبيعية أو القيصرية، يجب التنويه على أن هدفنا الأساسي هو الحفاظ على سلامة الأم و الجنين.
فالولادة الطبيعية هي الأصل، غير أن هناك حالات لا يمكن أن تتبع الأم هذه الطريقة.
لا يمكن أن ندعي بأن الولادة الطبيعية سهلة، فالمرأة تنال نصيبها من الوجع و الألم ، لكن و بفضل تطور الطب و الرعاية الطبية العالية تمر الولادة في سلام. لكن شدة الوجع تختلف بحسب إن تخدرت المرأة بخدر نصفي أو لا، فالمستشفيات العمومية لا تتوفر على العدد الكافي من أطباء التخدير و الإنعاش، على عكس المصحات الخاصة. أما في حالة ما ولدت المرأة دون تخدير، فشدة الألم تختلف من حالة إلى أخرى. فهناك نساء تمر ولادتهن بكل يسر و سلاسة، و منهن من يشتد عليها الوجع، فلكل حالة خصوصيتها، و التجربة و العمر لهما أيضا دور هام في عملية الولادة. لكن على العموم، إن تمت الولادة في ظروف صحية جيدة، و تمت العناية بشكل جيد بالأم، فالأمر يمر بسلام.
كما أود الإشارة إلى نقطة مهمة تتعلق بالتغطية الصحية. فهناك اشكال كبير يكمن في كون التخدير لا يدخل في الضمان الاجتماعي، أي أنه يرمى على عاتق الحالة لتتكلف بمصاريفه.
أما بالنسبة للعملية القيصرية، فهي الأخرى لا نستطيع أن ندعي بأنها سهلة. فكما لها إيجابيات تكمن في عدم الاحساس بالألم أثناء الولادة، و كذا مدة الولادة التي لا تتعدى نصف الساعة، غير أن كمية الدم التي تفقدها الأم على سبيل المثال تفوق ما تفقد أثناء الولادة الطبيعية. أضف إلى ذلك صحة الجنين، فالتقلصات التي تحدث أثناء الولادة الطبيعية تلعب دورا مهما في نمو رئتا الجنين بشكل جيد، على عكس الولادة القيصرية التي يمكن أن نصادف بعض المشاكل في هذا الجانب.
✓ نلاحظ في هاته الآونة الأخيرة كون الولادة القيصرية أضحت موضة، و أصبحت العديد من النساء تخترن هذا النوع من الولادة، نود أن تشرح للمشاهدين من يتخد قرار طريقة الولادة، أ هل الطبيب أم الأم؟
_ بالنسبة للقرار، فمنطقيا يجب أن يعود أساسا للطبيب المختص، فهو الأدرى بحالة الأم و الأنسب لها و لجنينها. إلا أن هناك فئة من النساء تحبذ العملية القيصرية لما لها من تسهيلات ، بينما هناك من تصر على الولادة الطبيعية. نحن بدورنا نحاول قدر الإمكان تبسيط الأمر للأم و شرح إيجابيات و سلبيات كل طريقة للولادة . لكن أحيانا تفرض علينا بعض الأمهات طريقة الولادة، و في هذه الحالة نحاول استيعاب الحالة قدر الإمكان، في حدود ضمان سلامة الأم و الجنين.
✓ بعض النساء يستخفن بأهمية التتبع الطبي المستمر، فإلى أي مدى تشكل المتابعة الطبية للحامل أمرا ضروريا لصحة الأم و الجنين؟
_ المتابعة الطبية للحامل هو إجراء ضروري لا يمكن التغافل عنه. فمن خلال التتبع و إجراء التحاليل الضرورية، و تتبع مستوى السكر في الدم و كذا نسبة الحديد و الضغط الدموي، يتمكن الطبيب من التدخل الوقت المناسب لتجنب خسارة الجنين أو تعريض الأم لأي ضرر محتمل خلال فترة و أثناء عملية الولادة.
✓ ما هي أسباب الولادة المبكرة؟
_ عديدة هي أسباب الولادة المبكرة، و كلما كانت الولادة أبكر كلما كانت صحة المولود حرجة. و من بين أبرز الأسباب سأذكر : ارتفاع الضغط الشرياني، مكروب في الجهاز البولي للأم، مشاكل في عنق الرحم، بعض التشوهات الخلقية للأجنة أو للرحم.
✓ أيمكنك تقديم بعض النصائح بصفتكم طبيب أخصائي للنساء من أجل أن يمر الحمل في ظروف صحية؟
_ أولا، يجب أن يستعد كل من الزوجين استعدادا نفسيا تاما لاستقبال فرد جديد، أما بالنسبة للجانب الصحي، فمنذ أن يبدأ الحمل يستوجب على المرأة التوجه مباشرة للطبيب، سواء طبيب أخصائي أو عام، فالتتبع الأولي ضروري و جد مهم و كذا إجراء التحاليل الضرورية، و أخد الدواء بالجرعات الموصى بها. و لن أنسى التنويه على الاهتمام بالجانب الغدائي، فأنصح الأم باتباع نظام أكل متوازن و صحي و شرب الكمية اللازمة من الماء. فالتتبع المستمر للحمل يضمن فترة حمل و ولادة تمر في حالة جيدة.