الشهيدة ثريا الشاوي أول ربانة مغربية و عربية

رمال تيفي_مريم أبروش (متدربة)
في زمن كان يقمع فيه صوت النساء، و لا يقبل أن تمارس المرأة أي دور قيادي، استطاعت “ثريا الشاوي”، المغربية الشابة من كسر القيود المجتمعية و تحقيق حلمها لتصبح بذلك أول ربانة طائرة مغربية و عربية في سن لا يتجاوز السادسة عشر ربيعا.
في ثلاثينيات القرن الماضي، بمدينة فاس المغربية سنة 1936، ولدت شخصية قيادية أصبحت لحد اليوم قدوة يحتذى بها. ففي وقت كانت فيه مجرد فكرة عمل المرأة ضربا من ضروب المستحيل، أصرت ثريا أن تترك بصمتها في هذا العالم، و تعطي بذلك أملا لكل النساء.
أصيبت ثريا في عمر التالثة ربيعا بمرض في الجهاز التنفسي، الشيء الذي جعل من أبيها يهرع للأطباء لينقذ فلذة كبده. و في وقت كان الأطباء مايزال يعجزون على التعرف على أسباب الأمراض و علاجها، نصح أحد الأطباء الأب أن يذهب بثريا في جولة في السماء داخل طائرة، على أمل أن يشفي ذاك الهواء صدر الطفلة و يعيد لها عافيتها. بإصرار من الأب، استطاع أن يقنع أحد الطائرين أن يسدي له هاته الخدمة، و بالفعل تحسنت حالة الصغيرة، غير أنه في تلك اللحظة استنشقت عشق الطيران لأول مرة في حياتها.
رغم الصعوبات التي واجهت مسيرة الشابة، تمكنت ثريا من دراسة الطيران، لتنجح في امتحان الطيران سنة 1951، و لتكون بذلك أول امرأة مغربية استطاعت قيادة طائرة، بل إنها أول ربانة في العالم العربي والإسلامي، وأصغر امرأة في العالم تصبح ربانة وعمرها لا يتجاوز 16 سنة.
لم تقتصر ثريا على مجال الطيران فقط، بل كانت مهتمة بإحداث تغيير إيجابي في بلدها المغرب. فقد أنشأت جمعية “أخوات الإحسان”، كما أنتجت أعمالا في الكتابة و الشعر، و لعل أبرز انجازاتها هو تأسيسها لأول مدرسة للطيران في المغرب. الأمر الذي عرض الشابة لمحاولات اغتيال متكررة قبل أن يتم اغتيالها فعلا سنة 1956 من طرف المستعمر الفرنسي وهي بنت 19 ربيعا.
رغم أن مسيرة ثريا الشاوي انتهى في وقت مبكر جدا، إلا أنها أصبحت إسما خالدا في تاريخ المغرب.