
في كل مرة أشعر فيها برغبة في التبول و انا في الشارع العام احس كم انا ضعيفة و في وضعية إعاقة، لأنني لا أتمكن لا من التركيز و لا حتى مواصلة السير ،لأن و ببساطة لا أستطيع كبح حاجتي للدخول للمرحاض.
نعم المرحاض العمومي ،الكثيرون يظنون انه من الكماليات في حياتنا لأن كل شخص هو بالضرورة يتوفر على مرحاض بمنزله أو مقر عمله ، لكن هدا للمواطنين الخاليين من أي مرض، يحتم عليك ان تستنجد بأي مكان يحمي عورتك ،و يحميك من التبول على ملابسك لتصبح فجاءت عرضة للتنمر.
اما مسيري الشان المحلي هنا بجهتنا، و أتحدث عن جهتنا لأنني اعيش هنا و أعاني ،كمريضة سكري من الانعدام التام للمراحيض العمومية ، الا قلة قليلة في المدار السياحي و لا تفي بالغرض .
في كل مرة، احتاج للذهاب للمرحاض و انا وسط المدينة أو في أي حي من ألاحياء ،احس بضعف كبير و إعاقة لا يمكن لأحد رؤيتها و لا فهمها، في كل مرة اضطر للتبول في فضاء عام فقط لأن من يسيرون هدا البلد لا يفهمون أن المراحيض لم تخصص فقط للمساجد و لا يفهمون أن المرحاض ليس ابدا دارلوضو بل هي مرفق ضروري ،نحتاجه في كل لحظة و حين،لأن احتياجاتنا الطبيعية ليس لها وقت محدد و انها رهينة بمدى جودة صحتنا و خلوها من أمراض نهكتها ،ثم إن وجدت بعض تلك المرافق فهي تسمى مرافق صحية، يعني يجب أن تكون نظيفة و تحفظ كرامتنا و انسانيتنا، و ليست مصدر أمراض جرثومية.
لا تقولو لي ليس لدينا ميزانية كافية لبناء مراحيض كفاية أو ليس لنا وعاء عقاري فقد زرت بلدانا صغيرة تضع مراحيض متنقلة و نظيفة و بها ماء ساخن يسخن بالقليل من الشمس التي تزورهم، و لا تقولو لي أن المواطن المغربي يتلف المراحيض و لا يحافظ على نظافتها ،اقول لكم فاقد الشيء لا يعطيه، و مسؤول لا يفهم ضرورة وجود مراحيض في كل مكان، لن يفهم أن التبول و التغوط في الفضاء العمومي، فعل غير مواطن بل جرم يجب أن يعاقب عليه القانون، و أن جملة ممنوع البول هنا غرامة مالية 100 هي صك اتهام لهم بأنهم معفونين.