أكادير: هل هناك كفاءات تقود المرحلة القادمة ؟

بعد الخطاب الملكي الذي دعا فيه صاحب الجلالة الملك محمد السادس بجعل أكادير وسط المملكة، و خلق نهضة اقتصادية كبيرة تجعل هاته المنطقة تضاهي عدة مناطق متقدمة في المغرب، وبعد زخم زيارته للمدينة و ما رافقها من إطلاق عدة مشاريع اقتصادية واجتماعية و تنموية، السؤال المطروح بحدة هو هل توجد فعلا كفاءات محلية يمكنها قيادة هذه النهضة الجديدة؟ و هل بإمكان الهيئات المنتخبة الحالية أن تقود مركب النماء بحنكة و اقتدار؟ و هل هناك مجتمع مدني صلب و واعي يمكنه تتبع و مراقبة مسار البرنامج التنموي الجديد؟
فيما يخص الكفاءات المحلية، لا يختلف إثنان أن المنطقة تعج بالأطر و في جميع المجالات، منها من هو موجود في المدينة و منها من هو موجود خارج الوطن و مستعد أن يعود للبلد، لو توفرت النية الحسنة و فتحت الأبواب لمساهمة الجميع في رقي سوس، لكن المشكل هنا هو أن أغلب هذه الأطر ليست داخل الهيئات المنتخبة التي لها كامل الصلاحية في إتخاذ القرارات و تنفيذها.
أما عن الهيئات المنتخبة، فما شاهدناه في المدينة في السنوات الأخيرة، يعكس جليا المستوى الضعيف لأغلب الأعضاء المنتخبين الذين لا نشك في نزاهتهم، ولكن النزاهة بدون كفاءة لا تساوي شيئا و بالتالي فمساهمتهم في نهضة المنطقة أمر مستبعد.
نصل الأن إلى المجتمع المدني، و هنا تجدر الإشارة إلى أن الفترة الأخيرة، عرفت بزوغ وجوه و هيئات جديدة مارست المراقبة اللسيقة علي الهيئات المنتخبة، و حاصرتهم في كل مكان، و قد ساهمت وسائل التواصل الإجتماعي في إعطاء عمل هؤلاء الناس بعدا إعلاميا يتتبع من خلاله السكان جميع خطوات الهيئات المنتخبة.
سوف لن نكذب أو نبالغ في تفائلنا و علينا أن نقولها بصراحة إن قطار التنمية في المنطقة لن ينطلق، أو حتى إذا انطلق فسوف يتعثر بانعدام وجود كفاءات في كراسي المسؤولية يمكنها أن تترجم لأرض الواقع برنامج الإقلاع الإقتصادي والإجتماعي و الثقافي، لذا نهيب بكل من له غيرة على المدينة أن يساهم في خلق منتدى تستدعى إليه جميع الكفاءات بدون محسوبية و لا زبونية و شعاره آكادير أولا و يتم من خلاله مناقشة و التشاور في هموم المنطقة.