هل يصلح العطار ما أفسده الدهر

رمال تيفي – حميد الدوبلالي
يعيش الرأي العام السوسي هذه الايام أجواء مابعد فشل الحسنية في الفوز بلقب كأس العرش ؟ هذا الفشل الذي كان سببا في تحريك الكثير من المياه الراكدة ، وخاصة بين الرئيس والمدرب والعلاقة المتشنجة بينهما بسبب مابات يعرف بقضية الكاتبة .
لقد خسرت الحسنية نهائي كأس العرس وهو أمر عادي ، خاصة أن الفريق قدم مقابلة جيدة ، ويقدم من سنوات نتائج ممتازة مع المدرب غاموندي ، لدرجة أن الفريق بات رقما صعبا في البطولة الوطنية ، وأصبح يشارك بشكل دائم في مسابقات قارية وعربية ، وينافس بقوة على البطولة الوطنية ، وما وصوله لنهائي كأس العرش الا دليل على ما نقوله . فهل يستحق غاموندي بعد كل هذه الانجازات هذه النهائية؟ وهل خسارة نهائي ( رغم لا مسؤوليته حسب الكواليس ) تعد سببا مقنعا لإخراجه من الباب الضيق ؟ أليس في قرار إقالته تجنيا على ما أرساه من قواعد عمل وترسيخ لطريق لعب واعتماد على أبناء الفريق في طاقمه التقني ولدى كل الفئات ؟ الا تعد اقالة مهندس النجاحات هدما لمشروع كروي ناجح ؟ وهل كان الرجل يستحق الاقالة ؟ بل هل أقيل فعلا بسبب خسارة النهائي أم بسبب انتصار شهرزاد ؟ ولماذا فضل المكتب المسير التضحية بربان وقائد الفريق عوض إبعاد الاخرين ؟
هذه الاسئلة هي ما اربك متتبعي وجمهور الحسنية وجعلهم يتابعون باستغراب مجريات ما حدث ، ولهذا نتوقع أن يكون للحدث مابعده ، خاصة بعد ورود أنباء عن عزم الجمهور القيام بوقفات احتجاجية و مقاطعة الفريق ، ناهيك عن بداية استقالات في مكتب الحسنية . هذه التفاعلات استبقتها ادارة النادي بسرعة فائقة للتعاقد مع الاطار الوطني محمد فاخر ، وسرعة التعاقد هاته توحي أن الملف كان معدا سلفا وأن نهاية كأس العرس فقط جاءت مناسبة لتطبيقه . ترى هل فكر مسؤولي الحسنية بعين تقنية قبل التعاقد مع امحمد فاخر أم أن الهروب الى الأمام قد اوقعهم في المحظور ؟ هل علموا أن التعاقد مع فاخر في منتصف الموسم قد يقلب وضع رأسا على عقب ، خاصة أن فاخر لا يلعب بطريقة التيكي تاكا التي الفها لاعبو الحسنية وتفاعلوا معها ؟ هل علموا أن الفاخر لا يحبذ الاعتماد على ابناء الفريق وأنه يفضل انتذابات جاهزة وهو ما لا تفضله الحسنية نظرا لوضعها المادي ؟ هل علموا أن فاخر سيحضر معه طاقمه التقني عوض الاعتماد على قدماء الفريق مما يعني مزيدا من صرف الاموال ..صحيح ، قد فاز فاخر ببطولتين مع الحسنية ؟ لكن ذلك كان في سياق مختلف ، وأن وضع الفريق اليوم مقبل على التغيير الكلي ، بمعنى أن الأيام القليلة القادمة ستكون عصيبة على الحسنية وجمهورها ، خاصة أن الكل متذمر من إبعاد غاموندي بهذه الطريقة وفي هذه الظرفية ، الكل مستاء وغير راض ، الجمهور واللاعبون وحتى المسيرون ..نتمنى أن تجتاز الحمراء ما ينتظرها من محن ، وماسببه لها الذين لا علاقة لهم بالكرة من مشاكل …فالعطار أو الخراز أبدا لن يصلح ما أفسده الدهر ….