
رمال تيفي_كوثر العسري
له تسميات عديدة، زلزال الحوز، زلزال مراكش، زلزال ايغيل، او بالاحرى زلزال المغرب، زلزال الليلة المأساوية، الثامن من شتنبر 2023 ،على الساعه 11:11 مساءا، حدد مركزه بالقرب من جماعه إيغيل، زلزال وصل صداه المدن المغربية، وأحس به معظم سكان المغرب.
زلزال ضرب المنطقة الجبلية حيث يوجد أناس المغرب العميق. أحلام دمرت، بنايات هدمت، أناس توفيت، هنالك حيث الجبال والطرق الوعرة،حيث البنايات القديمة والهياكل الترابية. لم يكن في الحسبان يوما ان تدمر وتمسح بعض المدن بأكملها ويمحى اثرها، كانت ليله مرعبة وبيضاء، لم ينم فيها المغاربة في مختلف بقاع العالم.
بعضهم نجا بنفسه والبعض الاخر بقي تحت الانقاض. علم العالم آنذاك أن الأضرار جسيمة، وأن حجم الدمار والخسائر كبير، لكن لم تشرق شمس السبت الا وقد أعلن الجميع حداده وتضامنه مع المنكوبين.
مغاربه العالم حشدوا همتهم، مساندين الضحايا الناجيين، وعاملين على مساعدة البلد لتجاوز محنته. انطلقت جمع التبرعات صبيحة السبت، ليخرج المغاربه الى الاسواق ويقتنوا من كل المواد الغذائيه التي سيحتاجها المنكوبون في المناطق المعزولة.
بعضهم ذهب وغامر بنفسه، تاركا أولاده وماله وعمله وراءه، لم تكن تهمه سوى المساعدة، بالرغم من وعورة وصعوبة الطريق الى تلك الدواوير، حملوا أمتعتهم وكلما سيساعدهم لانتشال الجثث والجرحى من تحت الانقاض، والبعض الاخر انتظر حتى يجمع التبرعات. خرج المؤثرون بدورهم بحالات على صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، لتنطلق فورا دعوات مستعجلة منهم للاسهام في تجاوز المحنة.
واليوم وعلى بعد أزيد من 10 أيام، لا زالت القوافل والمساعدات تصل الى المناطق المنكوبة، عشرات الشاحنات المحمله بأطنان المساعدات، بمختلف الاشكال والاحجام والانواع لا زالت تواصل مسيرها نحو تلك القرى،
روح التضامن القوي بين المغاربة، هي ليست قولا فقط من الملك الراحل الحسن الثاني، حينما قال:” انه ليس هناك شعب يسبق المغرب غير المغرب ولا ارضى لك هذا شعبي” وانما فعل ايضا .
هو وازع انساني محض، وهو طبيعي فطري، لدى المغاربة يمكن من النهوض ببلادهم وتجاوز جميع الخلافات الايديولوجية والسياسية، الكل يهون وينسى في لحظات مثل تلك.
آثار ايضا من الامل أبان عليها أهل القرى بكرمهم وحسن ضيافتهم في عز أزمتهم تلك، ومن وسط الدمار والموت، يعرضون الشاي ويرحبون بكل من قدم لهم يد العون، الشيء الذي كشف صبرهم وجمال معدنهم .والأزيد من ذلك أنهم يسارعون في إعطاء بعض ما تجود به منطقتهم ،أو ما تبقى لهم منها كعربون محبة وشكر لمن ساعدهم .والبعض الآخر من المغاربه يجود بما لديه في منزله، بما تبقى له من دقيق.
تلك صور التضامن الراسخة .
غير بعيد عن هذه الحملات لن ننسى مئات الصفوف والحشود التي اصطفها المغاربه وعلى رأسهم ملك البلاد ،أمام مراكز التبرع بالدم . وها بدمهم الآن يسري في عروق الجرحى ومنكوبي الزلزال.
“إنهم بسطاء المغرب، أغنياء بقيمهم “
إن مبادرات التضامن فردية كانت أو جماعية، خلفت صدى واسعا في العالم بأسره، انبهرت منه الصحف الأجنبية، والقنوات التلفزية، كشفت معدن المغاربة وكرمهم.
رغم الكارثة التي تسبب في فقد نحو أزيد 3 آلاف روح مغربية و أكثر من ذلك العدد لازال في حالة حرجة، إلا أننا أشد فخرا اليوم بما نحن عليه، وأكثر قوة.
“أزمة وتمر، كلنا ثقة في غذ أفضل”