البث المباشر
فتحي جمال ملهم المدارس الكروية المغربية - RIMAL TV

فتحي جمال ملهم المدارس الكروية المغربية

في زمنٍ صارت فيه كرة القدم أكثر من مجرد رياضة، وأصبحت مدرسةً للحياة وتربية الأجيال، يبرز اسم الإطار الوطني فتحي جمال كأحد أبرز من ألهموا مشروع المدارس الكروية المغربية الحديثة، بفكره الهادئ، ورؤيته المتبصرة، وإيمانه العميق بأن التكوين هو الطريق الحقيقي لصناعة الأبطال.

منذ بداياته داخل الإدارة التقنية الوطنية، اختار فتحي جمال أن يجعل من التخطيط فلسفة عمل، ومن الانضباط أسلوب حياة، فساهم في تأطير جيل كامل من المدربين والأطر الوطنية، وشارك في إرساء منظومة تكوين متكاملة وفق المعايير الدولية المعتمدة من الاتحادين الإفريقي والأوروبي لكرة القدم، ما أهّل المغرب لأن يكون اليوم نموذجاً قارياً في تكوين اللاعبين والمدربين.

ولم يكن فتحي جمال فقط مدرباً أو مؤطراً، بل كان مهندساً تربوياً في الميدان الرياضي، دافع بشغف عن فكرة دمج الدراسة بالتداريب داخل مراكز التكوين، لإعداد لاعب متكامل الشخصية والعقل والفكر.
كان يؤمن بأن “اللاعب الذكي هو الذي يفهم اللعبة كما يفهم الحياة”، وهي فلسفة أصبحت عنواناً لنجاح تجربة أكاديمية محمد السادس لكرة القدم والعديد من المراكز الجهوية التي تبنّت هذا النهج.

بفضل هذا الفكر الرائد، تحولت مراكز التكوين في مختلف ربوع المملكة إلى ورشات حقيقية لصناعة الأمل، فظهرت مواهب شابة أعادت الثقة في المدرسة المغربية، وأسهمت في تألق المنتخبات الوطنية في البطولات القارية والعالمية، كما هو حال المنتخب المغربي لأقل من عشرين سنة الذي أبهر العالم في مونديال الشيلي.

إن فتحي جمال ليس مجرد إطار رياضي، بل حالة إنسانية وفكرية ملهمة، جمعت بين الاحتراف والمسؤولية، وبين الرؤية التقنية والبعد التربوي.
اشتغل في الظل، وترك أثراً مضيئاً في كل مركز تكوين وكل مدرب تخرّج على يده، ليبقى بحق ملهم المدارس الكروية المغربية، وأحد رموز النهضة الرياضية التي تعيشها المملكة في عهد جلالة الملك محمد السادس نصره الله.
مصطفى يخلف
رئيس المركز المغربي للقانون الرياضي

Exit mobile version